موجز: لماذا عاد التوتر إلى أسواق المشتقات في 2025
في أواخر عام 2025 شهدت أسواق المشتقات للعملات الرقمية ارتفاعاً ملحوظاً في النشاط، مع قفزات في أحجام التداول بالعقود الآجلة وتغيرات واضحة في تدفقات الخيارات. هذا التحوّل لم يقتصر على أصل أو اثنين، بل ظهر عبر العديد من الأصول الرقمية الرئيسة، مما أعاد موضوع التقلبات الحادة إلى مقدمة اهتمامات المتداولين وصناديق التحوط والمؤسسات.

دلائل واضحة على تصاعد النشاط
أظهرت بيانات السوق أن أحجام عقود الفيوتشر ارتفعت بمعدلات مزدوجة في بعض الأسواق خلال الأيام الأخيرة من نوفمبر 2025، مقارنة بمعدلات التداول في الأسابيع السابقة. في الوقت نفسه، أبلغت بورصات رئيسية وتجار خيارات عن ارتفاع محسوس في عمليات شراء عقود الحماية (puts) واختفاء بائعين كبار لخيارات الشراء (call writers) الذين كانوا يعملون على قمع التقلب.
ما الذي تكشفه أحجام العقود الآجلة؟
- زيادة سريعة في السيولة: دخول رؤوس أموال أكبر إلى أسواق العقود الآجلة يشير إلى استعداد كثير من اللاعبين لإعادة تموضع محافظهم.
- تنسيق عبر أصول متعددة: النشاط لم يقتصر على عملة واحدة، بل شمل بيتكوين وإيثيريوم وأصولاً أخرى، ما يدل على موقف سوقي منسق وليس تحركاً معزولاً.
- تزايد استخدام الرافعة: جزء من الزيادة ناتج عن استخدام رافعات مالية أعلى من قبل المتداولين الذين يحاولون الاستفادة من تحركات قصيرة الأجل.
تغيّر ملموس في سوق الخيارات
في جانب الخيارات، لوحظت عدة إشارات مهمة:
- ارتفاع الطلب على الخيارات الوقائية (خيارات البيع)، خصوصاً عند مستويات إضراب محددة تعكس مناطق دعم نفسية للفئات الكبيرة من المستثمرين.
- انخفاض نشاط بائعي خيارات الشراء الكبار، ما أدى إلى تخفيف الضغط الذي كان يخفض التقلب الضمني.
- ارتفاع الفجوة بين التقلب الضمني والتقلب المحقَق في عدد من عقود الخيارات قصيرة ومتوسطة الأجل.
كيف يفسر المحلّلون هذا التحول؟
يرى محلّلون في رصد تدفقات المشتقات أن السوق يمر بمرحلة «تجهيز» لموجة تقلبات أكبر. بعضهم يشير إلى أن تدفق الخيارات غالباً ما يسبق حركة السوق الفوري، وأن اللعب على الحماية (hedging) من قِبل اللاعبين المحترفين يعطي إشارات مبكرة عن توقعات المخاطر.
بصياغة مختصرة قال محلل مخضرم: بعض التدفقات تقرأ السوق قبل أن يتحرك، والآن نرى هياكل مراكز تحوّطية متزايدة. بعض المحللين اختصروا الفكرة بكلمتين: “”
العوامل السياقية في 2025 وتأثيرها
من المهم وضع هذه التحركات في سياق عام 2025، حيث ظهرت عدة عوامل تؤثر على معنويات السوق:
- استمرار دخول رأس المال المؤسسي إلى السوق، مع عمليات تطويع منتجات مشتقة جديدة وتوسع السيولة المؤسسية.
- تطورات تنظيمية في بعض الأسواق التي أثارت حركة سريعة في مراكز التداول، سواء بسبب قرارات تشريعية أو توجيهات إشرافية.
- تقلبات الماكرو الاقتصادي (أسعار الفائدة، مؤشرات التضخم)، التي أعادت تسعير الأصول عالية المخاطرة بما في ذلك العملات الرقمية.
ماذا تعني هذه الإشارات للمستثمرين والمتداولين؟
تزايد نشاط المشتقات وانتقال تدفقات الخيارات ناحية الحماية يحمل رسائل واضحة:
- احتمال حدوث تحرك كبير: السوق في وضعية يمكن أن تشهد ارتفاعاً حاداً أو هبوطاً سريعاً — الاحتمال قائم في كلا الاتجاهين.
- تزايد القيمة لخيارات الحماية: مع ارتفاع التقلب الضمني، تصبح أدوات الحماية أكثر تكلفة لكن أيضاً أكثر أهمية لحماية المحافظ.
- مزاحمة السيولة في فترات الذروة: تحركات سريعة قد تسبب انزلاقاً سعرياً (slippage) وصعوبات في تنفيذ الأوامر الكبيرة.
آثار عملية على إدارة المخاطر
نصيحة عملية للمستثمرين في ظل هذا المناخ:
- مراجعة أحجام المراكز والحد من الرافعة المالية غير المبررة.
- الاعتماد على أوامر محددة (limit orders) لتقليل الانزلاق وتقسيم تنفيذ الصفقات الكبيرة على دفعات.
- التفكير في استخدام خيارات متاحة كأداة تحوط، سواء عبر شراء خيارات بيع أو وضع استراتيجيات سبريد لتقليل التكلفة.
سيناريوهات محتملة لحركة الأسعار
في ظل حالة عدم اليقين الحالية، يمكن تصور ثلاثة سيناريوهات رئيسية:
- سيناريو الصعود الحاد: دخول زخم شرائي مؤسسي أو إعلان تنظيمي إيجابي يؤدي إلى انفجار سعري أعلى، مدعوماً بسيولة العقود الآجلة.
- سيناريو الهبوط التصحيحي: موجة تصحيح سريعة بعد سحب سيولة من السوق، مع تفعيل مراكز التحوط وبيع جموع المستثمرين.
- سيناريو النطاق المتسع: تقلبات عريضة داخل نطاق سعري أكبر من السابق، مع تذبذب متكرر بين مستويات دعم ومقاومة مهمة.
استراتيجيات تداول مقترحة في بيئة مشتقات متقلبة
فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يناسب اعتمادها متداولو المشتقات في ظل ارتفاع التقلبات:
- خفض نسب التعرض والرافعة، وزيادة الفراغات الزمنية بين الصفقات.
- استخدام خيارات كتحوط مقابل مراكز مستقبلية أو موجودة؛ استراتيجيات مثل protective puts أو collar يمكن أن تقلل الخسائر المحدقة.
- اعتماد إدارة محفظة نشطة: إعادة توازن متكرر وتحديد نقاط خروج واضحة لكل مركز.
- مراقبة بيانات التدفق وعمق السوق (order book depth) لتقليل مخاطر التنفيذ.
- العمل مع منصات توفر أدوات تحليل تدفقات المشتقات وبيانات التقلب الضمني، مثل قوائم مراكز المشتقات، لمتابعة تطور مواقع السوق زمنياً.
دور البورصات والأدوات التحليلية
واجهت البورصات تحدياً في توفير كفاية الشفافية والعمق خلال فترات الذروة. لذلك بات من الضروري للمشاركين الاعتماد على أدوات تحليلية تعرض:
- حركة الفتحات (open interest) وتغيرات المراكز الكبيرة.
- الفجوات بين تقلب ضمني وتقلب محقق للخيارات حسب الإضراب والزمن إلى الانقضاء.
- تقارير السيولة والتركّز الجغرافي للمراكز لتقدير مخاطر السيولة.
خلاصة: الاستعداد للأحداث بدلاً من التكهن بها
عودة النشاط إلى أسواق المشتقات في أواخر 2025 تمثل تحذيراً وتمهيداً لتحرك أسعاري محتمل كبير. الفارق الآن أن أدوات السوق — وخاصة الخيارات — تعكس رغبة متزايدة في الحماية، ما يجعل السيناريوهات المتطرفة أكثر احتمالاً من الاعتيادي.
بدلاً من الدخول في توقعات اتجاهية صريحة، يظل النهج الحكيم قائمًا على إدارة المخاطر، استخدام أدوات التحوط المتاحة، ومتابعة مؤشرات السيولة وتدفقات المشتقات عن كثب. أما المتداولون الذين يمتلكون بنية خاضعة للتحكم في الرافعة، ووضعوا آليات خروج واضحة، فهناك فرصة أمامهم للاستفادة من تقلبات أعلى مع تقليل احتمالات الخسائر الكبيرة.
ملاحظة أخيرة
مع تقدم 2025، ستستمر أسواق المشتقات في لعب دور محوري في توجيه تحركات الأسعار، ويجب على المشاركين تبنّي أدوات وممارسات مرنة للتعامل مع بيئة أكثر تقلبًا وعدم يقين.
تنويه: يعتمد هذا المحتوى على معلومات متاحة للعامة.
لا تتحقق MEXC من دقة المحتوى المنشور من قبل أطراف خارجية ولا تضمنه.
يجب على القرّاء إجراء أبحاثهم الخاصة قبل اتخاذ أي قرار استثماري.
انضم إلى MEXC وابدأ التداول اليوم
اشتراك


